Thursday, May 23, 2019

الدراما في رمضان: جدل في مصر حول حجب مواقع العرض المجانية وانطلاق تطبيق المشاهدة الجديد

حجبت السلطات المصرية بعض مواقع الإنترنت التي كانت تعرض مسلسلات رمضان الجديدة هذا العام، وتنتهك حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالمنتجين، وذلك بعد أيام من إطلاق تطبيق إلكتروني لمشاهدة الأعمال الدرامية الرمضانية بمقابل مادي يتحدد حسب باقة الاشتراك التي تصل إلى ألف جنيه مصري.
وكان موقع "إيجي بست"، الذي يحتوي على مكتبة كبيرة من الأفلام الأجنبية المترجمة إلى العربية ومسلسلات من عدة دول بعضها ناطق بالعربية والبعض الآخر "مدبلج"، من أبرز تلك المواقع التي حجبت في مصر لانتهاك حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالشركات المنتجة لأعمال رمضان التلفزيونية.
وأثار حجب هذا الموقع حالة من الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يرى بعضهم أن في الحجب "حرمان" لهم من مشاهدة الأعمال الدرامية في رمضان في الأوقات التي يفضلونها، بينما يرى البعض الآخر أن تلك خطوة في الاتجاه الصحيح لحماية حقوق الملكية الفكرية للشركات المنتجة لهذه الأعمال.
"الفن لا يمكن حصاره"
يقول محمود عزت، ممثل ومخرج مصري، لبي بي سي: "حجب المواقع التي تعرض المسلسلات الدرامية عن المستخدمين وعرضها حصريا مقابل مبالغ من المال هي فكرة تجارية ليس لها علاقة بالفن".
ويرى عزت أن "فكرة الحجب سوف تكون سببا لظهور المزيد من القراصنة الإلكترونيين كل يوم، الذين بإمكانهم أن يتجاوزوا الحقوق الحصرية. كما أن الاتجاه إلى شراء منتج إعلامي أو فني بمقابل مادي لا يزال ضعيفا في مصر والمنطقة العربية".
وفي المقابل، كان لطارق الجنايني، منتج مصري، رأي مختلف، إذ يعتقد أن عرض المنتج الفني، سواء كان عملا سينمائيا أو دراميا، أو غير ذلك، دون امتلاك الحق القانوني لعرضه يعد "سرقة وإضرارا بمصالح المنتجين"، حسبما قال لبي بي سي.
ويصب قرار حجب تلك المواقع في صالح شركات الإنتاج الفني التي من خلاله تضمن عرضا حصريا للمسلسلات يقتصر على من يشتري حقوق البث، من قنوات فضائية، أو مستخدمي التطبيقات الإلكترونية التي بدأت في الظهور بالفعل لتوفر مشاهدة مدفوعة الأجر للجمهور.
ويرى عزت أن هذا الإجراء يحرم قطاعا كبيرا من مشاهدة دراما رمضان، يتمثل في فئة الشباب الذين ينشغلون بأعمالهم أو أنشطة حياتهم اليومية، ويفضلون مشاهدة تلك الأعمال على الإنترنت في الأوقات التي تناسبهم، مشددا على أن "الفن لا يمكن حصاره".
وأطلقت الشركة المتحدة المملوكة لمجموعة "إعلام المصريين" تطبيق "وتش إت" لمشاهدة المسلسلات الرمضانية مقابل سداد مبالغ مالية تختلف حسب باقة الاشتراك. وتقول الشركة إن التطبيق يستهدف التصدي لسرقة حقوق الملكية الفكرية للأعمال الفنية.
ورغم هذا الحرص على التصدي لسرقة حقوق الملكية الفكرية من جانب الشركة صاحبة التطبيق، تعرض ذلك التطبيق لاختراق من قبل قراصنة إلكترونيين في الأيام الأولى من إطلاقه على متجر تطبيقات "غوغل بلاي" ومتجر تطبيقات أبل.
"سرقة للأعمال الفنية"
ويقول طارق الجنايني: "أعتبر خبر حجب تلك المواقع خبرا سعيدا لأنها مواقع تسرق أعمالنا وتعرضها لصالحها دون أن تشتري حقوق البث أو حقوق الملكية الفكرية. وأصابتني الدهشة عندما رأيت البعض يعربون عن استيائهم من القرار الذي يحمي مصالحنا كمنتجين".
وأضاف: "لابد أن تتغير ثقافة المشاهدة المجانية في الوقت الذي يتناسب مع المشاهد لأن هذه سرقة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فمن لا يستطيع شراء حقوق البث أو المشاهدة عليه أن يبحث عما هو متوافر وفقا لإمكاناته المالية، ولديه البث التلفزيوني المجاني بما يتضمنه من إعلانات هي التي توفر لنا الاحتياجات التمويلية اللازمة لإنتاج المزيد من الأعمال".
وأضاف: "هناك خسائر كبيرة تترتب على السماح بتشغيل هذه المواقع، إذ توفر الأعمال الفنية مجانا عبر الإنترنت، وهي الأعمال التي تكلفت كثيرا حتى تخرج إلى النور. وأرى أن قرار الحجب جاء تصحيحا لمسار خاطئ".
ودعا الجنايني إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو إغلاق القنوات الفضائية التي تعرض محتوى فنيا دون الحصول على حقوق البث من الشركات المنتجة أو الموزعة المالكة لحقوق الملكية الفكرية لذلك المحتوى، وذلك حفاظا على صناعة السينما والدراما في مصر.
وأشار إلى أن توافر إمكانية المشاهدة المجانية غير المصرح بها للأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت قد يؤدي إلى انهيار قطاع الإنتاج الفني؛ نظرا للخسائر التي تلحقها هذه المواقع بالشركات الفنية.
وانطلق سباق الدراما الرمضانية في 2019 بشكل يختلف عن الأعوام السابقة، إذ تقلص عدد المسلسلات إلى 24 مقابل 40 مسلسلا أنتجتها الشركات المصرية المختلفة في رمضان 2018.
وأنتجت شركة سينرجي وحدها 15 مسلسلا من إجمال 24 تُعرض على شاشات التلفزيون في رمضان الجاري.
وسينرجي هي واحدة من عدة شركات تعمل في مجال الإعلام في مصر وتخضع لسيطرة مجموعة "إعلام المصريين" التي تمتلك أغلب شبكات القنوات الفضائية المصرية، مثل "سي بي سي" و"الحياة"، و"أون إي"، إضافة إلى مواقع إلكترونية وصحف ومحطات إذاعية.
وتتبع مجموعة "إعلام المصريين" لشركة إيغل كابيتال للاستثمارات المالية، وهي شركة مساهمة مصرية تأسست عام 2016. وتشير تقارير صحفية محلية إلى أنها تتبع جهة حكومية سيادية.
ونقل موقع مصراوي عن رئيس مجلس إدارة "إعلام المصريين" ومؤسس شركة سينرجي، تامر مرسي، قوله "إنه بدأ العمل الآن على إعادة هيكلة القنوات الفضائية في المجموعة من أجل النهوض بالرسالة الإعلامية ورسم مستقبل أفضل في ظل ما طالب به رئيس الجمهورية من حتمية قيام الإعلام بدوره المطلوب في تنمية الدولة".

Wednesday, May 8, 2019

بوينغ تعترف بأنها كانت على علم بوجود عطب في نظم طائرة 737 ماكس

أقرت شركة بوينغ بأنها كانت على علم بمشكلة في نُظم طائراتها ذات الطراز 737 ماكس قبل عام من تعرض طائرتين من ذات الطراز لحادثين مروعين، لكنها رغم ذلك لم تتخذ إجراء.
وقالت الشركة إنها عن غير عمد جعلت من خاصية ما للإنذار أمرا خياريا بدلا من أن يكون معياريا، لكنها أصرت على أن ذلك لم يكن يمس أمان الرحلات.
وتوقفت كل طائرات 737 ماكس عن التحليق في مارس/آذار بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية ومقتل 157 شخصا كانوا على متنها.
وتُعرف الخاصية التي تحدثت عنها بوينغ باسم "تحذير اختلاف زاوية الهجوم" وكانت هذه الخاصية مُصمَمة لإخبار الطيارين بالأمر عندما يشير مستشعران مختلفان إلى بيانات متضاربة.
وقالت الشركة إنها كانت تنوي توفير الخاصية بشكل معياري، لكنها لم تدرك حتى ظهرت العواقب أن ذلك كان ليُتاح فقط لو أن الخطوط الجوية اشترت مؤشرا اختياريا.
وأضافت بوينغ أنها عمدت إلى التعامل مع المشكلة في تحديث لاحق للبرمجيات.
وأكدت الشركة أن مشكلة البرمجيات "لم تؤثر بشكل سلبي على سلامة الطائرة أو تشغيلها".
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية لوكالة رويترز للأنباء إن بوينغ لم تخبرها بشأن البرمجيات إلا في نوفمبر/كانون الأول 2018، بعد شهر من وقوع حادث تحطم طائرة ليون أير.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن الأمر كان ذا "خطورة منخفضة" لكن بوينغ كان يمكن أن تساعد في "تفادي ارتباك محتمَل" لو أنها أخبرت في وقت مبكر.
وحُدِّدت زاوية طيران الطائرة كأحد أسباب كارثتَي تحطم الطائرتين. وقالت بوينغ إن البيانات المتضاربة لزاوية الهجوم كانت تُنقَل إلى نظام تعزيز خصائص المناورة  ، وهو نظام مضاد
وقالت الشركة في بيان لها: "نحن نحظر دائما الأشخاص والمؤسسات التي تروج أو تنخرط في أعمال عنف وكراهية، بصرف النظر عن التوجهات أو الأفكار التي تقبع وراء تلك الأعمال".
وأضافت شركة فيسبوك في بيانها: "إن عملية تقويم المنتهكين المحتملين تخضع لإجراءات شاملة، وهذا ما دفعنا إلى اتخاذ قرارنا بإزالة هذه الحسابات اليوم".
ويشمل الحظر أيضا بول نهلين، المناصر لعنصرية أصحاب البشرة البيضاء، و لورا لومار، وهي ناشطة ضد الإسلام ولها حضور كبير على مواقع التواصل الإجتماعي.
وكانت لومار قد قيدت يديها بالأغلال في مبنى موقع تويتر في مدينة نيويورك الأمريكية، احتجاجا على حظرها من استخدام الموقع، وكان ذلك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ورغم الحظر الذي فرضته شركة فيسبوك، فإنها تعرضت لانتقادات لأنها أعطت تحذيرا مبكرا لمن تأثروا بالحظر، ما وفر لهم الفرصة لتوجيه أتباعهم إلى وسائل تواصل أخرى.
وتمكن أليكس جونز من بث مقطع مصور على فيسبوك تحدث فيه عن الحظر الوشيك له لمدة قصيرة، يوم الخميس.
كما كتب يانوبولوس لأتباعه على موقع إنستغرام: "إنني على وشك التعرض لحظر، من فضلكم أضيفوا أسماءكم على قائمة بريدي الإلكتروني قبل أن يختفي هذا الحساب".
وقال متحدث باسم فيسبوك إن الحظر سيطبق على كل أنشطة هؤلاء الأشخاص على فيسبوك وإنستغرام.
للهبوط يخضع للفحص منذ حادثتَي تحطم الطائرتين.
وتعكف بوينغ على تطوير برمجيات جديدة لنظام تعزيز خصائص المناورة.
حظرت شركة فيسبوك عددا من الشخصيات البارزة تعتبرها "شخصيات خطيرة" من استخدام منصاتها الاجتماعية.
واتهمت فيسبوك الأمريكي أليكس جونز، مالك موقع "انفوورز" الإلكتروني المعروف بتبني نظرية المؤامرة من وجهة نظر اليمين المتطرف، والبريطاني بول جوزيف واتسن، رئيس تحرير الموقع نفسه، والمسؤول التحريري السابق لموقع "بريتبارت"، ميلو يانوبولوس، بسبب خطاب الكراهية.
وستحظر الشبكة أيضا لويس فارخان، زعيم جماعة "أمة الإسلام" الذي عبر سابقا عن وجهات نظر معادية للسامية.
وكانت شركة فيسبوك قد حظرت جماعات بريطانية معادية للإسلام مثل "بريطانيا أولا"، من استخدام منصاتها الاجتماعية.
ويمتد هذا الحظر لهؤلاء الأشخاص إلى موقع "انستغرام" أيضا، الذي تملكه شركة فيسبوك.